يا ابن أمي قل لأمي إنني ما زلت طفلا
قربها مني أمان ليس بعدي عنها سهلا
قل لها إني سواها صرت لحماً مستحلا
بعدها طوفان بحرٍ أشبع القبطان قتلا
مركبي فقدت شراعاً والسوي عني تولي
أحرقت شمسي جبيني صارت الجنات ويلا
قل لها مدي يديكِ ابنكِ مازال طفلا
لا يزال إليكِ يحبو بينما قد صار كهلا
وافردي أغصان شَعرك وافرشي الصحراء ظلا
وابسطي كفيكِ درباً واجعلي لي الدرب سهلا
يا ابن أمي قل لأمي إنها في القلب أغلى
من دراهمَ غَربَتني ما سقتني المر أحلى
إنها عزي بأرضٍ قد سقتني الماء ذلا
إنها محراب علمي في زمانٍ ماج جهلا
قل لأمي إنني كم أشتهي للعين طلا
والرموش وقد تلاها غصن نورٍ قد تدلى
والأنامل تحتويني والشفاه ترش فُلا
يا ابن أمي قل لأمي قلتُ فيكِ ألف قولا
ما كفاكِ القول وصفاً ليت في الكلمات حلا
إن للحسنات فيكِ أبحراً بالشعر حُبلى
كلما أنهيتُ حرفاً جاءت الكلمات سيلا
كلت الأقلام مني والدفاتر فيكِ تُبلى
جاءت الأطيار تصغي فالقصائد فيكِ تُتلى
يا ابن أمي قل لأمي طفلها ما قد تخلى
عن أعز الناس يوماً بل بها سيصير أعلى
إنني سأعود يوماً لو يطول الليل ليلا
أرتمي في حضن عينك أُغزل الدمعات كُحلا
ناسجاً قلبي وشاحاً أبسط الكفين نعلا
واهباً لكِ كل عشقي إنكِ بالعشق أولى